العلامة الأمين : علينا كمسلمين ومسيحيين أن لا نفكر مسيحياً أو إسلامياً وإنما يجب أن نفكر وطنياً

مفتي صور وجبل عامل العلاّمة السيد علي الأمين لـ \ اللواء الاسلامي \ : علينا كمسلمين ومسيحيين أن لا نفكر مسيحياً أو إسلامياً وإنما يجب أن نفكر وطنياً

24 / 02 / 2006


- الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان مثار إعجاب العالم كله

- ندعو إلى انشاء مجلس روحي للعائلة اللبنانية لحماية الوطن ووزارة للشؤون الدينية لتنظيم السلك الديني ومتفرعاته



* علينا كمسلمين ومسيحيين أن لا نفكر مسيحياً أو إسلامياً وإنما يجب أن نفكر وطنياً وإنسانياً في عملية بناء الدولة الحاضنة والممثلة للجميع بحيث تكون هي المسؤولة عن الجميع ومسؤولة أمام الجميع من خلال مؤسساتها القانونية والدستورية ويجب أن تكون علاقات الطوائف في الداخل و الخارج من خلال الدولة ومؤسساتها·

* الإشتراك في العقيدة يقتضي أحسن العلاقات وأوثقها مع الأوطان والشّعوب الأخرى ولا يقتضي الاشتراك في العقيدة ولاءاً سياسياً خارج حدود الوطن و الدولة فإنّ روابط الأديان لا تكون على حساب الأوطان·

* إن نخسر بالاتفاق شيئاً ولكنّنا باستمرار الاختلاف قد نخسر كلّ شيء·

* إنّ وعي الشباب اللّبناني يشكّل الضمانة الكبرى في إفشال المخطّطات الّتي تستهدف زرع الفتن بين الطّوائف اللّبنانية ويجب أن يفصلوا بين الاختلاف السياسي وبين علاقات الطوائف مع بعضها

* إنّ السياسيين عندما يختلفون، لايختلفون من أجل حقوقنا كشعب وإنما يختلفون من اجل مصالحهم ومواقعهم ولذلك نرى أن حقوقنا كشعب لا تصل إلينا عندما يتفقون ولذا يجب إبقاء الاختلافات في الدائرة السياسية ولا يجوز أن تصل إلى الأمور الدينية أو الطائفية أو إلى علاقات الطوائف مع يعضها فإن هذه الأمور يجب أن تبقى بعـيدة عن كل تلك التجاذبات السياسية الزائلة

اكد سماحة مفتي صورو جبل عامل العلامة السيد علي الامين ان الدور الكبير والمتعاظم للرئيس الحريري في ادارة شؤون البلاد كان مصدر الخطر عليه من الذين لا يريدون للبنان الخروج من محنته، بما يذكر بجريمة تغييب الامام الصدر من قبل الذين ارادوا الغاء العيش المشترك واطلاق مشروع الحرب الاهلية·

ورأى الامين ان الاهداف التي كان يسعى اليها الرئيس الحريري كبناء دولة المؤسسات ستبقى امانة في الاعناق لدى اللبنانيين من ابناء مدرسة السلم الاهلي وبناء الوطن، وان صيغة العيش المشترك ستبقى جاعلة من لبنان اكثر من وطن بل رسالة للعالم الذي يعاني من الصراعات·

ودعا الامين إلى العمل الديني المنظم والمتواصل في كل الظروف على فصل الامور السياسية عن علاقات الطوائف والاحكام الدينية، وإلى انشاء المجلس الروحي للعائلة اللبنانية الذي يجمع كل المرجعيات الروحية أو من يمثلها دورياً وفي الحالات الطارئة·

جاء ذلك خلال حوارنا في صور مع العلامة السيد علي الامين مفتي صور قال فيه:

الرئيس الشهيد

1- ما رأيكم بالدّور الإسلامي والوطني الّذي لعبه الرئيس الشّهيد رفيق الحريري وأيّ تأثير لهذا الدور برأيكم على قرار تغييبه عن السّاحة السياسية باغتياله؟

- إن المتتبّع لحياة الرئيس الحريري وخصوصاً المرحلة الّتي صعد فيها نجمه في عالم السياسة يدرك الحجم الفعّال و المؤثّر للدّور الهام الذ كان يقوم به على مختلف المستويات الوطنيّة الداخليّة و الإقليمية و الدّولية وقد كان دوره جليّاً في إنهاء الحرب من خلال ما بذله من جهود جبّارة في صنع اتفاق الطائف الذي كان قد أسس له من خلال علاقاته الداخلية مع مختلف أطراف الحرب في لبنان و التّفاوض المستمر معهم حتى وصل إلى إقناع الجميع بضرورة الاتفاق بعد أن كان قد عمل جاهداً على المستوى الاجتماعي لسنوات طويلة لايجاد القاعدة الواعية والمثقفة الرّافضة للحرب من مختلف الطوائف والمناطق حيث جمع الطّلاب من كلّ الفئات الذين شكّلوا جسر التواصل المقطوع ومن خلال عمله المبارك هذا كان يجسر الهوّة التي صنعها المتحاربون بين اللّبنانيين وهو بذلك هيّأ القاعدة لرفض من يريد استمرار الحرب الّذي يعرض الوطن إلى خطر الانهيار و التّقسيم وتمكّن بعد ذلك أن يقنع الكثير من الأطراف الإقليميّة والدّولية في المساعدة على تّحقيق الاتفاق الّذي تمّ في الطّائف وما كان هذا الأمر ليتم لولا الجهود المضنية والمخلصة التي قامت بها جهات عديدة وأشخاص كثيرون وفي طليعتهم الجندي المجهول آنئذٍ الرّئيس الحريري الّذي أقنع المسلمين و المسيحيين على حدٍّ سواء وهذا ما أظهر المكانة الرّفيعة الّتي يستحقها الرئيس الحريري في لبنان وخارجه ولذلك أرى أنّ دور الرّئيس الحريري تجاوز في تأثيره الإيجابي والفعّال السّاحة الإسلاميّة إلى السّاحة الأوسع وطنيّاُ وإقليميّاً وظهر دوره الفعّال على المستوى الدّولي عندما صمّمت إسرائيل على توسيع رقعة الحرب من جنوب لبنان لتشمل كلّ لبنان وسوريا في عدوان سنة 1996 وعندما اشتدّ الطّوق الدولي على المقاومة وتهديد سوريا وسائر الأراضي اللّبنانيّة استطاع إنهاء تلك الحرب المحدودة بما سمّي بتفاهم نيسان من خلال الجولات التي قام بها على عواصم القرار وتمكّن من إقناعهم بإيقاف إسرائيل لعدوانها·

هذه الأمور وسواها جعلت نجم الرّئيس الحريري أكثر سطوعاً وبدا أكثر نفوذاً على مستوى صنع القرار الّذي يأخذ لبنان نحو المزيد من الأمن والاستقرار ولا شكّ أنّ هذا الدّور الكبير والمتعاظم للرّئيس الحريري في إدارة شؤون البلاد والّذي كان مثار إعجاب اللّبنانيين وتقدير من العالم كان في الوقت نفسه مصدر الخطر عليه من الّذين لا يريدون للبنان الخروج من محنته ولا التّقدّم إلى الأمام ومن الّذين لا يريدون العلاقات الطّيّبة بين مختلف الطّوائف والمذاهب ولا يريدون شخصية تمتلك هذا الحجم من التّأثير والنفوذ المحلي والإقليمي لأنه يتمكّن من إعاقة وتعطيل مشاريعهم الهادفة للإمساك بالوطن وسواه وهذا يذكّرني بالامام السيد موسى الصّدر الذي وصل الى درجة من النفوذ والتأثير تستطيع تعطيل مشروع الحرب الأهليّة في لبنان التي أرادت إلغاء العيش المشترك وضرب مؤسّسات الدّولة اللبنانية وإعاقة المؤامرة وكان كلّما سعى لإطفاء نار الحرب نفخ فيها المتآمرون الّذين تمكّنوا من تغييبه وإسكات الأصوات التي كانت لا تريد الحرب·

السلم الاهلي

2- هل أنتم مطمئنون إلى مسيرة السّلم الأهلي بين الطوائف اللبنانية بعد العام الأوّل على اغتيال الرئيس الشهيد؟

- إن السّلم الأهلي الذي كان ثمرة من ثمرات اتفاق الطائف افتقد بغياب الرّئيس الحريري بسبب استشهاد أحد أهمّ رعاته وصانعيه وكان لا يزال بحاجة إلى تلك الرعاية والحماية من اليد التي كانت تحميه وترعاه بعناية من خلال الخطوات الثابتة في بناء دولة المؤسسات القويّة التي كان يعمل لها الرئيس الحريري ولا شكّ بأن الطمأنينة التي كان يعطينا إياها وجود الرئيس الحريري ليست نفسها التي كانت في نفوسنا في حياته فقد كان مصدراً من مصادر الاطمئنان و الثقة بلبنان ودولته ليس للبنانيين وحدهم بل كان مصدراً لثقة العالم بلبنان ودولته وشعبه ومستقبله المشرق ونحن اللبنانيين وإن فقدنا بغيابه ذلك الحلم الجميل وكانت الخسارة باغتياله كبيرة ولكنّنا لم نفقد الأمل الّذي لا يزال ينبعث من مسيرته التي تحوّلت مدرسة لدى الكثير من اللّبنانيين الذين يعتبرون أن الانجازات التي حققها الرئيس الحريري ومنها السلم الأهلي والأهداف التي كان يسعى إليها لبناء لبنان وفي طليعتها بناء دولة المؤسسات ستبقى هذه الأمور أمانة في الأعناق يعملون على حمايتها والوفاء بها صوناً للوطن ووفاء لرجل الوفاء لشعبه ووطنه وأمته·

الصيغة اللبنانية

3- دائما نشدّد على الّصيغة اللبنانية كنموذج للعيش المشترك في المنطقة والعالم، فما هو المطلوب إسلامياً ومسيحياً للحفاظ على هذه الصيغة؟



- إنّ صيغة العيش المشترك تعتبر نموذجاً راقياً وحضارياً في عالم العلاقات الانسانية لأنها تقوم على مبادئ العدل و المساواة بين البشر ونبذ الفوارق في الأعراق والمذاهب و الأديان وهي من المبادئ التي تسالم العقلاء في العالم على رفعة شأنها وسموّ قدرها وهي لا تزال الميزان و المعيار في صحة الأفكار والأنظمة السياسية والعلاقات الاجتماعية وقد حمل لبنان هذه الصيغة في المنطقة وكان المبشر بها في العالم ولذلك كان لبنان أكبر من وطن إنه رسالة للعالم الّذي يعاني من الصراعات كما جاء في كلام قداسة البابا الراحل عندما زار لبنان في أواخر القرن الماضي· ولكن هذه الرسالة تحتاج إلى الرسل والمبشرين كما كان هو حال الرسالات السماوية فإنها وصلت إلينا من خلال الرسل والمبشرين والذين يحملون هذه المهمة هم اللبنانيون مسيحيين ومسلمين فلا يمكن أن نقنع العالم بجدوى هذه الصّيغة إن لم نكن لها النموذج الأمثل فيما تعنيه من شراكة حقيقية في الآمال والآلام وفي المشاريع السياسية وغيرها ومن قبول بالآخر كما هو ومن تعاون وطيد على صيانة الوطن وبناء الدّولة المدنيّة التي تحقق العدالة للجميع في إطار حفظ وصون الحريات السياسية و الدينية ولذلك يجب علينا كمسلمين ومسيحيين أن لا نفكر مسيحياً أو إسلامياً وإنما يجب أن نفكر وطنياً وإنسانياً في عملية بناء الدولة الحاضنة والممثلة للجميع بحيث تكون هي المسؤولة عن الجميع ومسؤولة أمام الجميع من خلال مؤسساتها القانونية والدستورية ويجب أن تكون علاقات الطوائف في الداخل و الخارج من خلال الدولة ومؤسساتها·

القمة الروحية

4- كيف يمكن تفعيل القمم الروحية التي تنعقد في الأزمات لمأسستها؟

- إن الحاجة إلى المؤسسات الروحية ليست حاجة ظرفية ترتبط بالأزمات التي يحدثها السياسيون في بعض الأوقات· إنها حاجة وطنية في مجتمعنا اللبناني المتنوّع تصل إلى حدّ الضرورة التعليمية كما هي ضرورة التعلّم وإنشاء المدارس وصنع الكتاب، فلا يجوز أن تبقى المؤسسة الدينية وما يتفرع عنها من منبر ديني ومدرسة دينية و تعليم ديني بدون ضوابط ومعايير تخدم متطلبات العيش المشترك والإنصهار الوطني· وإن ما نشهده في بعض الأحيان من اهتزازات بين الطّوائف نتيجة للاختلاف السياسي بين القادة السياسيين يكشف لنا عن ضعف في التربية الدينية التي لا تفرّق بين ما هو الديني و ما هو السياسي وهذا أمر يستفيد منه رجل السياسة لأنه عند الاختلاف مع السياسي الآخر يصبح والحالة هذه من السهل عليه أن يستقطب قاعدته الطائفية في وجه الآخر طائفياً وعندئذٍ يطفو على السّطح الحديث عن قمم روحية للتخفيف من الإحتقان الطائفي·

إنّ المطلوب أن لا نصل إلى الاحتقان من خلال الاختلاف على المسائل السياسية وهذا يتم من خلال العمل الديني المنظّم والمتواصل في كلّ الظروف وفصل الأمور السياسية عن علاقات الطوائف والأحكام الدينية ويمكن أن يبدأ ذلك العمل من خلال إنشاء ما يمكن تسميته بـ (المجلس الرّوحي للعائلة اللبنانية) الذي يشمل كلّ المرجعيّات الرّوحية أو من يمثّلها يجتمع دورياً وفي الحالات الطّارئة· ويمكن إنشاء (وزارة للشؤون الدينية) تنسّق مع المرجعيات الرّوحية لتنظيم السّلك الديني ومتفرعاته·

الولاء للوطن

5- بين الأكثرية والأقلية والولاء للوطن والولاء للقضية، ما هو واقع المسلم اللبناني اليوم برأيكم؟ وهل ترون أن المستقبل واعد؟

- إننا لا ننظر إلى الوطن والشعب نظرة رقمية عددية فالوطن الواحد لا يقبل الانقسام و الشعب الواحد ليس فيه اقلّ وليس فيه أكثر وإنّما هو جسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له بقية الأعضاء بالسّهر والحمّى كما جاء في الحديث النبوي الشّريف· إنّ منطق الأكثرية والأقليّة هو المنطق الذي يحكم المؤسسات التي تدير شؤون الشّعب والوطن وليس منطق الشّعب الذي يبني الوطن ويصنع تلك المؤسسات·

وأنا لا أريد أن أقلل من قيمة نظرية الأكثرية والأقلية في عالم الإدارة والحكم الّتي نشأت في العهد الإغريقي كما جاء في بعض النصوص التاريخية وقد تطورت هذه النظرية ومرّت بعصر التّنوير ووصلت إلى عصرنا الحاضر لأن الاتفاق في الدائرة الجماعية ليس على نحو الدّوام ولذلك كان لا بدّ من جعل الضوابط في حال الإختلاف منعاً لاستمراره فكانت نظرية الأكثريّة والأقليّة المعتمدة في دوائر صنع القرار السياسي في الكثير من بلدان العالم بما في ذلك لبنان وإن أطلق بعضهم على ما يجري فيه اسم الديمقراطية التوافقية فإن التوافق الّذي حصل في اتفاق الطّائف قام على عدد المواقع وليس على كيفيّة اتخاذ القرارات وملء هذه المواقع بأصحابها الّذين تأتي بهم الأكثرية كما في الانتخابات النيابية وما يتفرّع عنها·

وليست الديمقراطية التوافقية كما حاول أن يفهمها بعضهم بأننا نقترع على ما نتفق عليه و لا نقترع على ما نختلف عليه!!·

إن المشكلة في الأكثرية والأقلية هي في أداء بعض العاملين في السياسة الّذي يرضى بالأكثرية عندما تأتي به نائباً أو رئيساً ولكنّه يرفض الأكثريّة عندما تلزمه بأمرٍ لا يريده أو تأتي بغيره·

وأما السؤال عن الولاء للوطن أو للقضيّة فإنّي أرى أنّه لا يمكن خدمة القضيّة بدون وطن فإنّ ذهاب الوطن يؤدّي إلى ضياع القضيّة ولذلك فإنّ المحافظة على الوطن والولاء له يبقى هو القضيّة الأولى الّتي يجب أن يصونها المواطن وقد جاء في الحديث الدّيني (حبّ الأوطان من الإيمان) و (إذا أردت أن تعرف وفاء الرّجل فانظر حنينه إلى وطنه) ولا يتنافى هذا مع التزام الانسان بقضايا أمّته وعقيدته الّتي تدعوه إلى حبّ وطنه والولاء له والإشتراك في العقيدة يقتضي أحسن العلاقات وأوثقها مع الأوطان والشّعوب الأخرى ولا يقتضي الاشتراك في العقيدة و المذهب ولاءاً سياسياً خارج حدود الوطن و الدولة فإنّ روابط الأديان لا تكون على حساب الأوطان·

والّذي أراه أنّ واقع المسلم اللّبناني لا يختلف عن غيره في تمسّكه بوطنه و الولاء له والتشبّث به والدّفاع عنه حتّى الاستشهاد رغم قلّة العدد والعدّة كما حصل في مواجهات الشعب اللبناني البطوليّة للإحتلال الإسرائيلي وكما حصل في كثير من محطّات إعادة بناء لبنان وإعماره الّتي قادها الرّئيس الحريري وهذا يكشف عن الانسجام التام مع فكرة الولاء للوطن والإيمان به حتى درجة الهيام و الالتحام·

مستقبل لبنان

6- كيف تنظرون إلى مستقبل لبنان؟

- إن مستقبل لبنان رهن بإرادة اللبنانيين فهم الّذين يتوقف عليهم مصيره ومستقبله· فالأوطان لا تبنى بالتمنيات ولكن تبنيه الإرادات المتضافرة والأيدي المتعاونة والمصمّمة على تجاوز العقبات وتذليل الصّعوبات وكما قال الشاعر :

وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدّنيا غلابا·

وأنا أنظر بتفاؤل لمستقبل لبنان الّذي يريده الجميع وطناً حرّاً بإرادته سيّداً على ترابه ومستقلاً في قراره فهناك الكثير من القواسم المشتركة الّتي تشكّل قاعدة للإتفاق بين مختلف القيادات اللّبنانيّة الّذين يدركون قبل غيرهم أنّ لبنان لا يقوم إلاّ على التفاهم والوفاق فإنّنا إن نخسر بالاتفاق شيئاً ولكنّنا باستمرار الاختلاف قد نخسر كلّ شيء·

7- ما هي كلمتك لشباب الوطن اليوم؟

- إن المسؤولية الملقاة على اللبنانيين جميعاً هي تحمّل مسيرة بناء الوطن ودولة المؤسسات يتحمّل الشباب القسم الأكبر منها لأنهم عنصر القوّة في بناء الوطن وحمايته وهذه المسؤولية تكبر في المراحل الصّعبة الّتي يمرّ بها الوطن فإنّ وعي الشباب اللّبناني يشكّل الضمانة الكبرى في إفشال المخطّطات الّتي تستهدف زرع الفتن بين الطّوائف اللّبنانية ويجب أن يفصلوا بين الاختلاف السياسي وبين علاقات الطوائف مع بعضها فإنّ السياسيين عندما يختلفون، لايختلفون من أجل حقوقنا كشعب وإنما يختلفون من اجل مصالحهم ومواقعهم ولذلك نرى أن حقوقنا كشعب لا تصل إلينا عندما يتفقون ولذا يجب إبقاء الاختلافات في الدائرة السياسية ولا يجوز أن تصل إلى الأمور الدينية أو الطائفية أو إلى علاقات الطوائف مع يعضها فإن هذه الأمور يجب أن تبقى بعـيدة عن كل تلك التجاذبات السياسية الزائلة·

حوار: خالد اللحام